الاختلاطات الصدرية بعد جراحة المجازات الإكليلية

الملخص

خلفية البحث: تصنف جراحة المجازات الإكليلية كأشيع علاج جراحي لآفات القلب الإقفارية إذ تم اكتشافها عام 1954، ثم شهدت تطورًا هامًا، لا سيما بعد اكتشاف التصوير الوعائي الظليل الذي سمح بتحديد الوعاء المصاب والتداخل عليه مباشرةً. ومع تطور تقنيات الجراحة والتخدير والعناية ما بعد الجراحة، اختلفت خصائص المرضى الخاضعين لهذه الجراحة لتشمل المسنين والنساء ومرضى قصور القلب الأيسر(تدني وظيفة البطين الأيسر الانقباضية) وكذلك خناقات الصدر المستقرة. بسبب هذا الاختلاف في صفات المرضى لوحظ زيادة نسبة حدوث الاختلاطات التالية للجراحة خاصةً الاختلاطات الصدرية، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته تقنيات الجراحة والتخدير والعناية بعد الجراحة، ما زلنا بحاجة دراسات بحثية أكثر، حول نسبة حدوث هذه الاختلاطات، ومدى تأثيرها على مدة الاستشفاء ومعدل الوفيات وعلاقتها مع عوامل الخطر المدروسة.

الهدف: دراسة شيوع حدوث الاختلاطات الصدرية التالية لجراحة المجازات الإكليلية، وعلاقتها مع عوامل الخطورة قبل وبعد وأثناء الجراحة، إضافةً إلى دراسة تأثير الاختلاطات الصدرية على مدة الاستشفاء.

طرائق الدراسة: شملت عينة المرضى 278 مريضاً ممن خضعوا لجراحة المجازات الإكليلية في مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب، ومستشفى تشرين الجامعي في اللاذقية، وتم متابعة المرضى طيلة فترة الاستشفاء من خلال أخذ قصة سريرية وإجراء فحص سريري للمريض وكذلك تسجيل السوابق المرضية وعوامل الخطورة قبل وأثناء وبعد الجراحة.

النتائج: طوّر جميع المرضى واحد أو أكثر من الاختلاطات الصدرية المدروسة، وكان انصباب الجنب الاختلاط الأكثر شيوعاً بنسبة (79.5%) ثم الانخماص الرئوي بنسبة (38.5%) ثم ذات الرئة بنسبة (10.1%) بينما بلغت نسبة القصور التنفسي (5.7%) والاسترواح الصدري (5.3%)، كما شملت عوامل الخطر المستقلة لتطور الاختلاطات الصدرية ما يلي: انصباب الجنب: قصور القلب وفتح الجنب ثنائي الجانب، انخماص الرئة: العمر المتقدم والداء السكري وتطاول زمن الجراحة. بينما كانت أهم عوامل الخطورة لتطور ذات الرئة: تطاول المدة الزمنية لكل من مدة الجراحة والتهوية الآلية ومدة الاستشفاء، أمّا استرواح الصدر: COPD والتوسع القصبي وتطاول مدة التهوية، والقصور التنفسي: التدخين ووجود سوابق COPD.

الخلاصة: تسلط هذه الدراسة الضوء على شيوع الاختلاطات الصدرية بعد جراحة المجازات الإكليلية إضافةً إلى تحديد عوامل الخطر المرتبطة بكل اختلاط، إذ يمكن أن يسهم فهم هذه العلاقات في تحسين التقييم قبل الجراحة واستراتيجيات الرعاية بعدها ما يساعد على تقليل الاختلاطات وتحسين النتائج، كما نحتاج لمزيد من الأبحاث لدراسة التداخلات التي من شأنها أن تقلل من حدوث الاختلاطات عند المرضى ذوي الخطورة العالية.