تجليات الجليل في شعر نديم محمد

الملخص

ينهض الجليل في شعر نديم محمد من الحاجة الاجتماعيّة إلى التّغيير الثّوري، ونفي القبح المهيمن على البنية الاجتماعيّة، من أجل إنتاج واقع لا استلاب فيه، يتلاءم مع المثل الأعلى المنشود الذّي يقوم على الحرية الاجتماعيّة والعدالة لتحقيق الحياة الجميلة، وهذه الرّغبة لا تتحقق إلّا على يد البطل الثّوري الذّي يتوجه بجلاله وسماته الإنسانيّة وذاته المتعالية إلى أن يخلّص الواقع من قبحه، ولا ريب في أنّ هذا لا ينهض من كون البطل فرداً منعزلاً، بل من كونه أنموذجاً لاتحاد ذاته مع الجماعة الطّامحة إلى التّحرر، ومن كونه مثلاً أعلى للقيم الإنسانيّة التّي يفتقدها الواقع الاجتماعيّ في ظروف الاستلاب الاجتماعيّ والسّياسي. وبهذا ندرك أنّ الجليل ليس مستقلاً عن معاناة الإنسان الشّاملة.

وقد اتبّع البحث منهج التّحليل النّصيّ، مستفيداً من إجراءات النّقد الجماليّ في مقاربة النّص للوصول إلى رؤية جماليّة متكاملة في كشوفاتها المعرفيّة، فدرس مفهوم الجليل، وتناول الرّائع والسّامي والبطوليّ في شعر نديم محمد، وعرض العلاقة بين هذه القيم، وخرج بنتائج من أهمها أنّ الثّورة مثل أعلى اجتماعيّ، وجماليّ يقضي على القبح، وينتج الجمال، إنّها فعل للتّغيير الاجتماعيّ، والدّفاع عن القيم من منطلق وعيّ الحاجة الاجتماعيّة.