الصراع السياسي في مصر (1801م-1805م)

الملخص

جلت الحملة الفرنسية عن مصر، بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها وآمالها، بجعل مصر مستعمرة فرنسية ،  فقد اشتركت قوات العثمانيين والبكوات المماليك والإنجليز مع  المصريين أهل البلاد في إخراجها،  فكان من نتيجة ذلك عودة مصر إلى  حظيرة الدولة العثمانية، التي حاولت استعادت سلطتها الفعلية من المماليك أصحاب السلطان الحقيقي والفعلي على مصر، فقامت باتخاذ العديد من الإجراءات، أولها  تعيين  والي عثماني جديد على مصر،  وتدبير العديد من المؤامرات ضد البكوات والزعماء المماليك لقتلهم أو إبعادهم خارج البلاد ، ومما ساعد العثمانيين الأثر العميق الذي أحدثه الحملة الفرنسية من تشتت قوة بكوات وزعماء المماليك وتفرقهم إلى أحزاب متنافسة فيما بينهم من أجل الاستحواذ على السلطة في مصر، فعجزوا عن جمع شتاتهم  ليصبحوا قوة ذات وزن في في توجيه الأمور لصالحهم، واستعادة سلطانهم ،  كما استعملهم الانجليز والفرنسيين لتحقيق أطماعهم ومصالحهم في البلاد، مما أدى لدخول البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي امتدت بين عامي (1801-1805م)، ومما يدل على حجم الفوضى السياسية تعاقب خمسة ولاة عثمانيين على حكم مصر خلال هذه الفترة،  ومماطلة بريطانيا بالبقاء في مصر ، واحتجاج فرنسا على بقائها وفقاً لبنود صلح اميان، مما أدى لدخول البلاد في حالة من الصراع والفوضى السياسية، تركزت بشكل أساسي بين ( العثمانيين – المماليك -أهل البلاد) وبشكل ثانوي مع الفرنسيين والإنجليز، انتهت  ببروز دور القوى المحلية والشعب المصري  واتخاذه  القرار بتنحية الوالي العثماني خورشيد باشا، واختيار محمد علي والياً على مصر لما رأوه من عدله ووقوفه إلى جانب الشعب المصري وتقربه من علمائه،  ورضوخ السلطنة العثمانية لقرار الشعب وإصدارها فرماناً  بتثبت  محمد علي والياً على مصر، والذي سيكون عهده بداية جديدة في تاريخ مصر.

التنزيلات

منشور

2025-04-25