السّياق في شعر عمر أبو ريشة ودوره في بناء الحقول الدّلاليّة

الملخص

يتواصل النّاس فيما بينهم بشفرات بنائيّة كلاميّة تتحوّل في سياقها اللغويّ إلى حوامل دلاليّة، وهذه الحوامل تبرز أهمّيّة المبنى في الإيحاء بالمعنى، لتشكيل الدّلالة العامّة التي يرسلها المبدع إلى المتلقّي.

ويؤدّي السّياق إلى اكتناز طاقة إيحائيّة هدفها التّأثير في المتلقّي، وإيصال المعاني المرادة إليه عبر رسالة لغويّة يهتمّ الشّاعر بنظمها في سياقات مختلفة، لكن هذه السّياقات المعنويّة واللغويّة تتكامل فيما بينها للوصول إلى مراحل الفاعليّة في زحزحة العبثيّة التّأويليّة، ووصول الرّسالة بأمان إلى المرسَل إليه.

لقد تداول الباحثون السّياق تداولاً أبرز أهمّيّته ودوره في تجلية الدّلالة؛ إذ نجده سياق مقام ومقال، ويتضافر السّياقان السّابقان للوصول إلى بنية دلاليّة محكومة بعدد من العلاقات الدّلاليّة للكلمات داخل حقلها اللغويّ الذي تتمحور حوله مع قريناتها في السّياق الواحد.

ويبرز السّياق المعنى المراد من الخطاب النّصِّي، ويبرز الرّصيد اللغويّ المكتنز بمفردات كثيرة يملكها المبدع، ويتجاوز السّياق هذا الرّصيد ليبلغ مرحلة التّأثير في متلقّيه، ولاسيّما عندما يعطي سياق اللفظة معانيَ متعدّدة مختلفة من سياق إلى آخر، وعمر أبو ريشة واحد من المبدعين الذين اندمجت موضوعيّتهم وذاتيّتهم في ثنائيّة (المقام، المقال)، للإفصاح عن تجربة إنسانيّة استعان لعرضها بقدرة السّياق الإبداعيّ على إعطاء ما يريد من دلالة.

التنزيلات

منشور

2025-04-25