أثرُ المبنى النحويّ في توجيهِ المعنى قصيدةُ (أراكَ عصيَّ الدّمعِ) أنموذجاً

الملخص

شكّلت البنية النّحويّة ميداناً خصباً للدّراسات اللغويَّة؛ ولذا فمن الجماليّة دراستها لدى شاعر فذّ، هو أبو فراس الحمدانيّ الذي ربما يمكن القول إنَّ قصيدته (أراك عصيّ الدّمع) كانت منطلقاً لتبيان بلاغة النّحو، ونحو البلاغة بين بنى هذه القصيدة ومعناها؛ لما تحمل في نظمها من قوّة الألفاظ والمعاني، ورصانة القوافي، ووضوح العبارات والتّراكيب التي حتّى لو ضمّها الغموض في بعض جوانبها، فهو غموض شفّاف يثري القارئ ويغريه، ويشدّه إلى التّعمّق في جمال الصّور الشّعريّة التي تكوّن جزءاً مهمّاً من أجزاء المستوى العموديّ، وانفردت بنى هذه القصيدة بنحوٍ متينٍ حمّال أوجه، وفي كلّ وجه دلالة، وفي كلّ دلالة نافذة تَلَقٍّ.

لقد باح كلّ جزء من أجزاء القصيدة بسمات العصر العبّاسي المتحضّر الزّاخر بالتّرف والفروسيّة، واندمج ترف العصر مع حياة أبي فراس الحمداني المليئة باليُتم، والمفعمة بالرّغبة في التّعويض، والوصول إلى أعلى المناصب، فما كان من الأقدار إلاّ أن جعلته في ميدان مواجهة مع الأسر، الأمر الذي دفعه إلى نظم قصيدة (أراك عصيَّ الدّمع)؛ لتكون مرآة تُرينا فنَّي الغزل والفخر، بفلسفة يدفعنا الحمداني إلى التّعمّق في تذوّقها.

التنزيلات

منشور

2025-04-25