يوتوبيا المّراش بوصفها ركيزة للتمدن

الملخص

يقدم هذا البحث تصوّر فرنسيس المرّاش ليوتوبيا قائمة على المساواة والعدالة، حيث تتحقق الحرية لكافة أفراد المجتمع. وينبع البحث من أهمية الفكر اليوتوبي في تكوين الرؤى المستقبلية للمجتمعات، مُبيناً دور المرّاش في تقديم نموذج فكري يدعو من خلاله إلى التقدم والتمدن. ورغم إقرار بعدم وضوح موقفه من مسألة فصل الدين عن الدولة،
إلا أنه رفض استغلال الدين لأغراض شخصية. مؤكداً أهمية العلم والعقلانية في بناء مجتمعه المثالي، مُعارضاً التخلف والجهل. ثم يأتي هدف البحث إلى إبراز الأبعاد الاجتماعية والفلسفية في فكر المرّاش، مُضمناً دعائم التمدن كأهداف رئيسية لإقامة المساواة والعدل والحرية، وذلك من خلال تصوره لمدينة مثالية فاضلة تتقاطع في بعض ملامحها مع تصور توماس مور. كما يسلط هذا البحث الضوء على مدى واقعية أفكاره وإمكانية تطبيقها. لجهة أن التحليل يظهر افتقار المراش الآليات الواضحة لتحقيق تصوره على المستوى العملي والواقع، وهذا ما يجعلها أقرب إلى الطوباوية المثالية. وفي هذا الإطار يعتمد البحث على المنهج التحليلي لدراسة أفكار ونصوص المرّاش، وأيضاً مقارنتها بالسياق الفكري لعصره، وهذا ما يتيح لنا فهمها بشكل أعمق لطروحاته وحججه وموقعها ضمن مسار الفكري النهضوي العربي. وبالرغم من التحديات العملية التي تواجه تحقيق رؤيته المثالية للمجتمع، إلا أن فكره يظل مؤثراً وملهماُ في النقاشات الفكرية حول مسائل التمدن والتحديث.