دور المؤسسات الاستثمارية في حوكمة الشركات (دراسة حالة من الشركات السورية)
الملخص
تهدف الدراسة إلى استكشاف دور المؤسسات الاستثمارية، الذين يسيطرون كمياً على السوق ويمارسون سيطرة متزايدة على الأصول المالية، في التأثير في علاقة الوكالة بين المساهمين والمديرين. إن دراسة مثل هذا السؤال تلقي الضوء على شكلين متناقضين من أشكال السلوك لهذه المؤسسات، وهما سلبي من جهة وفعال من جهة أخرى. إن تطبيق هذا التأثير على سياسات الإفصاح يشكل قضية في غاية الأهمية بالنسبة لحوكمة الشركات. يركز البحث على تحليل هياكل الملكية المعقدة التي تتميز بوجود اثنين من المساهمين الرئيسيين على الأقل. ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث المنهج الفرضي-الاستنباطي لصياغة الفرضيات. وتم اختبار صحة هذه الفرضيات باستخدام منهجية دراسة الحالة على الشركات المُدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية. وأكدت نتائج البحث صحة هذه الفرضيات. أولاً، يمارس مديرو المؤسسات الاستثمارية نفوذاً قوياً من أجل فرض رقابة فعّالة على مديري الشركات السورية محل الدراسة، ويتجسد ذلك في نقطة أساسية واحدة: الشفافية. يفرض مبدأ الشفافية على الشركات المُدرجة ضرورة الالتزام الواضح بالتواصل مع المستثمرين من أجل تزويدهم بالعناصر اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية مبنية على حقائق. ثانياً، يؤدي نشاط المستثمرين المؤسسيين إلى زيادة وتيرة الاجتماعات الفردية. وبعبارة أخرى، يشجع ذلك المدير على تغيير استراتيجية الاتصال الخاصة به من منطق أحادي الاتجاه إلى منطق تفاعلي.